الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بعد التجاء الجامعة الى المحكمة الرياضية الدولية : «وحلت الفأس في الرأس»، فهل تخلّصها لنا «التّاس»؟!

نشر في  25 فيفري 2015  (12:32)

أجد نفسي مضطرا للعودة للحديث حول الشكوى التي قدمها الاتحاد التونسي لكرة القدم للمحكمة الدولية الرياضية وما مدى الجدوى من هذا الإجراء ، عندما يعلم الجميع ان هذا اللجوء قد يزيد من توتير الأوضاع وجعل الكرة التونسية في مأزق مع جماعة حياتو الذي يحيا ويموت منذ فترة من أجل رد الصاع صاعين لكل شكوى وتظلم تونسي.
حياتو سادتي الكرام خلال السنوات الاخيرة من حياته في اروقة الاتحاد الافريقي كان يحرك جميع الخيوط في كواليس الهيكل الافريقي ليلعب بمشاعرنا ويحرق طموحاتنا حتّى أصبحنا يشار لنا بالبنان في فترة ساهمت فيها نتائج منتخباتنا وانديتنا بغثها وسمينها في جعل عصا التحكم بيد عيسى ، وعندما نعلم ايضا ان الرجل رغم وهنه الجسدي مازال ممسكا بدواليب «الكاف» ومقزما جميع من حوله ليبقى الرجل الاقوى ، زادته قوّة إنقاذ تنظيم امم افريقيا في اخر لحظة من السقوط في براثن الفشل ، وتنفس الصعداء «بنجاح» تنظيم غينيا الاستوائية رغم قصص صافرة سيشورن وحجارة نصف نهائي البطولة بين غانا وغينيا الاستوائية، ثم جاء كلام الرئيس جوزيف بلاتر القائل إن الرجل منقذ وملهم للقارة جمعاء وبطل مغوار في جعل الكرة في افريقيا تتطور طيلة سنين ، جميع هذه المؤشرات توحي ان عيسى سيبقى لفترة اخرى وربما بعدها على رأس الاتحاد الافريقي وسيرد بنفسه هدية ثناء بلاتر بدعم السمراء للرجل الأبيض السويسري في انتخابات الفيفا المقبلة.
إذن هي لعبة مصالح وهدايا متبادلة بين الرجلين وسيطرة تامة على جميع الكتب والملفات ، أما أصحابنا هنا من دعاة الوقوف شامخين في وجه حياتو احتراما لأنوفنا لمن يريد ذلك فاعتقد من وجهة نظري المتواضعة انه بعد مرور الطوفان وهدوء العاصفة على العقل ان يكون حكيما وايضاً مناورا لكي لا نقضي لا فقط على طموحنا الافريقي بل ايضا امالنا في المشاركة في كاس العالم في بلد بوتين ، لان اللجوء الى المحكمة الرياضية الدولية سيعتبره حياتو ومن معه تصعيدا قد يوفر فرصة لهم لرد الفعل ومحاولة القضاء لا على أمل المشاركة في امم افريقيا المقبلة فقط بل حتّى في التاهل الى المونديال باعتبار ان غيابنا عن النسخة المقبلة لنهائيات كأس أمم افريقيا سيجعلنا نتهاوى في تصنيف الفيفا لتضعنا التصفيات في المستوى الرابع وربما نجبر على خوض التصفيات التمهيدية والتي قد يُخرجنا منها عيسى حتى قبل أن ندخلها.. لذلك اعتقد ان أفضل الحلول لجماعة الجامعة هو البحث عن مخرج معقول يضمن حقوقنا الرياضية المشروعة ويحفظ ماء الوجه مع ماء ينظّف ايضا أدران ما علق بيننا وبين أعضاء الاتحاد الافريقي من مشاكل سابقة..
المثل السياسي يقول عندما تعلم انك ستدخل حربا خاسرة فناور قليلا بما لديك من إمكانات ولا ترمي بنفسك الى التهلكة ، قد يكون هذا أفضل حل لوقف جرأة الجريء رئيس الاتحاد الذي اتفهم وجهة نظره في الدفاع عن حقوق وحظوظ المنتخب لكن قد تكون المعركة خاسرة إذا لم نًُحكم ادارتها ونجهّز لها الضمانات الكافية لتفادي الخسارة.
خلاصة القول، صحيح الجرأة مطلوبة من الرجال وهذا ما يُحسب للجامعة في دفاعها المستميت عن حقوقنا، ولكن التعقل في مثل هذه الوضعيات وتضارب المصالح يصبح أمرا مطلوبا وملحّا مراعاة لمصلحة كرتنا ومستقبل منتخبنا ونوادينا مع الكنفدرالية الافريقية، لانه اذا وحلت الفأس في الرأس فلن تخلصها لنا «التاس» وسنجد كرتنا على خط التماس.

بقلم: عادل بوهلال